تاريخ بريطانيا العظمى
كانت
الجزيرة البريطانية جزءًا من قارة أوروبا حتى عام 6000 ق.م. ثم انفصلت عنها بعد
ذلك، ومع هذا استمرت هجرة الشعوب إليها عبر القنال الإنجليزي مدة طويلة، فجاء
إليها السلتيون منذ حوالي 3000 سنة، ولا تزال لغتهم موجودة في الجيوب الويلزية
والجيوب الجبلية.
بدأت محاولات الغزو الروماني لبريطانيا في
القرن الأول قبل الميلاد مما حقق الاتصال بينها وبين قارة أوروبا، وفي سنة 43
ميلادية تم ضم إنجلترا إلى الإمبراطورية الرومانية. وبعد انسحاب القوات الرومانية
من البلاد في أوائل القرن الخامس الميلادي، وقعت البلاد فريسة أمام القبائل
الغازية القادمة من الأراضي الألمانية، وهي قبائل الآنجلز والسكسون (الأنجلوسكسون)
والجوت، وأقاموا سبع ممالك كبيرة، أما البريطانيون الأصليون فأُرغِموا على
الانزواء في ويلز واسكوتلندا،
ولم تتوحد البلاد إلا في القرن العاشر الميلادي، تحت حكم ملوك وسكس (مملكة في جنوب
إنجلترا). وبعد موت إدوار المعترف في القرن الحادي عشر (عام 1066)، ثار نزاع حول
من يخلفه، وفي تلك السنة قام النورمنديون القادمون من مقاطعة نورمندي في شمال
فرنسا بغزو إنجلترا، وكانوا بقيادة ويليم، دوق نورمندي، الذي هزم هارولد الثاني
الملك السكسوني في معركة هاستينجز (1066)، وأدخل النورمنديون إلى إنجلترا القانون
والإقطاع النورمنديين، ووحدوا البلاد مع ممتلكاتهم في فرنسا.
في عام 1154 تولت أسرة بلا نتاجنت الإنجليزية
الحكم، وشهد عهد الملك هنري الثاني، أول ملوكها، تركيزًا متزايدًا لسلطة الملك على
حساب النبلاء، لكن أُرغِم الملك يوحنا في عام 1215 على التوقيع على الماجناكارتا
(العهد الأعظم) والذي أعطى الشعب وخصوصًا طبقة النبلاء بعض الحقوق الأساسية مثل:
أنه لا يجوز إلقاء القبض على شخص أو حبسه أو معاقبته إلا بحكم قضائي، كما أنه لا
يجوز للملك مطالبة النبلاء بدفع أموال باهظة بدون موافقتهم.
وبهذا مهد العهد الأعظم الطريق لقيام ملكية
دستورية، فقد انطوى على معنى هام، وهو أن الملك يمكن أن تقيده القوانين التي
ينفذها رعاياه، أي وضع حدودًا لسلطات الملك. وفي عام 1265 دعا سيمون دي مونتفورت
إلى اجتماع أول برلمان إنجليزي مثلت فيه المدن.
قام الملك إدوارد الأول، ملك انجلترا (1272-1314)
بمواصلة غزو أيرلندا، وأخضع ويلز، وحقق بعض المكاسب في اسكوتلندا، إلا أن
الاسكوتلنديين هزموا الإنجليز في معركة ستيرلينج بريدج عام 1297، وفي عام 1314
أخرج الاسكوتلنديون الإنجليز من بلادهم، واعترفت انجلترا باستقلال اسكوتلندا في
عام 1328. وشهد أواخر القرن الثالث عشر وأوائل القرن الرابع عشر تطور ونشوء مجلس
للعموم له سلطات جمع الضرائب.
طالب الملك
إدوارد الثالث بعرش فرنسا، مما أدى إلى قيام حرب المائة عام (1338-1453) وضياع
معظم ما كان لإنجلترا، التي هُزِمت في الحرب، من أراضٍ في فرنسا. وفي إنجلترا
ازدادت حدة الفقر الشديد والاستياء بسبب الحرب، وتفاقم الأمر بسبب وباء الطاعون
الذي حصد ثلث السكان، ثم وقعت حرب أهلية طويلة (1455-85) بسبب الصراع على العرش
بين أسرة يورك وأسرة لانكستر، وهي الحرب التي عرفت باسم حرب الورود، وانتهت
بانتصار هنري تيودور (هنري السابع) الذي أقام أسرة تيودور الملكية صاحبة القوة
والشكيمة. وظهرت وازدهرت حضارة إنجليزية متميزة لها سماتها الخاصة بها، وازدهر
الاقتصاد على امتداد فترات طويلة من سلام داخلي لم تنعم قارة أوروبا بمثله، وتحقق
لإنجلترا استقلالها الديني عندما انفصلت كنيسة إنجلترا عن الكنيسة الكاثوليكية
الرومانية، ولم تعد خاضعة لسلطان البابا، وكان ذلك في عام 1529 في عهد الملك هنري
الثامن (1509-47).
وفي 1541 اعترف البرلمان الأيرلندي بهنري الثامن، ملك إنجلترا، ملكًا على أيرلندا،وفي عام 1557 تأسست البرتستنتية كمذهب ديني في اسكتلندا. وفي عام 1558 تولت إليزابيث الأولى حكم البلاد، وفرضت الديانة البروتستنتية بحكم القانون. وفي عهدها الذي استمر حتى عام 1603 أصبحت إنجلترا قوة بحرية كبرى، مما أدى إلى تأسيس المستعمرات في الدنيا الجديدة (قارة أمريكا) والتوسع في التجارة مع أوروبا والشرق.
بعد موت إليزابث في 1603، توحد التاجان: تاج
اسكتلندا التي كان يحكمها الملك جيمس السادس، وتاج إنجلترا التي ماتت ملكتها التي
لم تتزوج ولم يكن لها ولد، فأصبح جيمس السادس ملك اسكتلندا ملكًا لإنجلترا
واسكتلندا باسم جيمس الأول، وهو من أسرة ستيورات، واستمر حكمه حتى عام 1625. وفي
عهده (سنة 1607) أقيمت بنجاح أول مستعمرة إنجليزية في فيرجينيا بأمريكا الشمالية،
وكانت بداية لتوسعات فيما وراء البحار، امتدت ثلاثة قرون. وفي عام 1610 أنشأ مزرعة
ألستر في أيرلندا الشمالية، وجلب لها مستوطنين بروتستنت من إنجلترا ومن اسكتلندا.
استدان
ملوك أسرة ستيورات ديونًا ضخمةً، واضطروا إلى جمع الأموال من الشعب بطرق غير
قانونية، أو اللجوء إلى البرلمان لفرض الضرائب، لكن البرلمان رفض ذلك وتمرد على الملك
تشارلز الأول الذي أعلن الحرب على البرلمان، واستمر الصراع بينهما، وتدخلت فيه
اسكتلندا، وحدثت ثورة في أيرلندا، وتحول الصراع إلى حرب أهلية، بدأت في 1642،
وهُزِم تشارلز، وأُعدِم في 1649، وأُلغِيَت الملكية، وتولى أوليفر كرومول
(1599-1658)، الجنرال الإنجليزي وقائد الجانب البرلماني في الحرب الأهلية، حكم
البلاد، وحوّلها إلى جمهورية (كومنولث) في عام 1649. أقام التسامح الديني، وتحالف
مع فرنسا ضد أسبانيا، وكان حاكمًا ديكتاتوريًّا، وعرض عليه البرلمان التاج لكنه
رفض، ووحَّد كلاً من اسكتلندا وأيرلندا مع إنجلترا لأول مرة، وارتبط حكمه بالتعصب
للمذهب البيوريتاني (مذهب المتطهرين المنادين بالتمسك الصارم بأهداب الدين).
مات كرومويل في 1658، وبعده عادت البلاد إلى
الحكم الملكي، فتولى تشارلز الثاني (من أسرة ستيورات) العرش، واستمر الصراع بين
الملك والبرلمان، لكن تشارلز كان يعرف كيف يتقبل الحل الوسط، أما أخوه جيمس الثاني
(1685-88) فلم يكن لديه شيء من مقدرة أخيه، وقامت «الثورة المجيدة» في عام 1688،
وأخرجته من الحكم، وأكدت السيادة للبرلمان، وصدر ميثاق حقوق الإنسان في 1689.
في 1707 صدر
قانون الاتحاد بين إنجلترا واسكتلندا، فقامت المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى تحت
حكم برلمان واحد.
وبموت الملكة «آن» في 1714 تحول حكم البلاد إلى
ملوك هانوفر، الذين كانوا عازفين عن الحكم، فتكون مجلس من وزراء الملك برئاسة رئيس
لهم تولى توجيه شئون البلاد، وهكذا ظهرت حكومة ومجلس الوزراء، ونمت الحكومة في ظل
روبرت والبول (1676-1750) أول رئيس وزراء فعلي في بريطانيا. أما في الخارج فإن
الحروب المستمرة مع فرنسا وسعت من رقعة الإمبراطورية البريطانية لتمتد في كل أنحاء
الكرة الأرضية، وخصوصًا في أمريكا الشمالية والهند، لكن هذا التوسع الاستعماري
أوقفته ثورة المستعمرات الأمريكية (1775-81). وانتصرت المستعمرات الثلاثة عشر
لتصبح دولة واحدة هي الولايات المتحدة الأمريكية، ورغم أن إنجلترا فقدت هذه
المستعمرات، إلا أن إمبراطوريتها استمرت في التوسع في كندا والهند واستراليا.
ثم إن الثورة الصناعية، التي بدأت في أوائل
النصف الثاني من القرن الثامن عشر، جعلت بريطانيا أول دولة صناعية في العالم. فلقد
أدت الابتكارات التكنولوجية والاختراعات، وكذا الإبداع في مجال الأعمال الصناعية
والتجارية إلى ازدهار هذه الثورة الصناعية. كما تدعم الحكم البرلماني وتقوي. ثم إن
دور بريطانيا في هزيمة نابليون بونابرت في 1815 دعم مركزها كأكبر قوة في العالم في
ذلك الوقت.
وفي عام 1800 صدر قانون اتحادي آخر نشأت بموجبه
المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا، تحت حكم برلمان واحد. وأصبح ساري
المفعول في عام 1801، وفي عام 1837 تولت الحكم الملكة فيكتوريا، وظلت ملكة للبلاد
حتى عام 1901، وسمي عهدها بالعصر الفيكتوري، وكان قد صدر قانون بتوسيع حق
الانتخابات في عام 1832، وتبعه المزيد من التوسع في هذا الحق ليشمل فئات جديدة من
المجتمع في عامي 1867 و1884. وتكونت النقابات المهنية، وتم تطوير التعليم العام ـ
كل هذا كان من التغيرات الاجتماعية الأساسية التي صاحبت انتشار التصنيع وتحول
القرى إلى مدن على امتداد القرن التاسع عشر، وتوسعت الإمبراطورية البريطانية
توسعًا سريعًا وكبيرًا في إفريقيا وآسيا.
وحدث في هذه الفترة أمران، هما: إلغاء قوانين
القمح في عام 1846، فكان هذا انعكاسًا لانتقال السلطة من ملاك الأرض إلى رجال
الصناعة، والأمر الثاني هو إنشاء حزب الحكم المحلي الذي ناضل من أجل فصل البرلمان
الأيرلندي عن البرلمان البريطاني.
وفي المدة
من 1906 إلى 1914 أدخلت الحكومة الليبرالية التي تولت الحكم إصلاحات اجتماعية وحدت
من سلطات مجلس اللوردات. تولى العرش الملك إدوارد السابع من 1901 إلى 1910، وتميز
عهده بتزايد القلق في الداخل والخارج. وبعد أربع سنوات من ارتقاء الملك جورج
الخامس العرش في عام 1910، نشبت الحرب العالمية الأولى، ودخلتها إنجلترا (عندما
قامت ألمانيا بغزو بلجيكا)، ولعبت فيها دورًا رئيسيًّا، واشتركت معها قوات البلدان
الخاضعة لحكمها.
وفي مايو
1916 وقعت معركة جوتلاند (شبه الجزيرة الدنمركية) البحرية بين الأسطولين البريطاني
والألماني، وبعدها توقف اشتراك الأسطول الألماني في الحرب، وفي المدة من يوليو إلى
نوفمبر واصلت القوات الإنجليزية والفرنسية هجومها في معركة «السوم» الأولى لم تكسب فيها سوى القليل من الأرض رغم ما تكبدته من
خسائر فادحة في الأرواح. وفي شهر سبتمبر استخدم البريطانيون الدبابات لأول مرة في
القتال.
في مارس
1917 استولى البريطانيون على بغداد، واحتلوا بلاد فارس، وفي سبتمبر استولت القوات
البريطانية بقيادة الجنرال ألنبي على مدينة القدس، وفي شهري يوليو وأغسطس قامت
القوات البريطانية ومعها قوات الحلفاء بشن هجوم مضاد على القوات الألمانية،
واضطروها إلى التقهقر إلى خط سيجفريد (في ألمانيا)، وفي شهر سبتمبر طلب القائدان
الألمانيان «هندنبرج» و«لود ندروف» وقف القتال، وفي نوفمبر وقَّعت دولة النمسا ـ
المجر الهدنة مع الحلفاء، ووافقت ألمانيا على الهدنة هي الأخرى، وانتهت الحرب في
نوفمبر 1918، وفي يناير 1919 افتتح مؤتمر السلام في فرساي (مدينة في شمال فرنسا).
وخرجت بريطانيا من الحرب منتصرة، إلاّ أنها
فقدت أعدادًا هائلة من الأرواح، وأصيب اقتصادها بالاضطراب الشديد، لكن
امبراطوريتها اتسعت في الشرق الأوسط. ثم اشتعلت الحرب بين إنجلترا وأيرلندا في عام
1919، وانتهت بانفصال جنوب أيرلندا عن المملكة المتحدة، وتسمت باسم دولة أيرلندا
الحرة.
أما ألست فظلت داخل المملكة المتحدة، وإن نقلت بعض السلطات إلى برلمانها الذي عرف باسم
برلمان أيرلندا الشمالية، ونشطت الحركات الاستقلالية في الهند، وفي غيرها من المستعمرات.
في عام 1924 تشكلت أول حكومة عمالية برئاسة
رمزي ماكدونالد. وفي عام 1926 حدث إضراب عام بسبب اضطرابات عمالية، وفي عام 1931
تكونت حكومة ائتلاف وطني لمواجهة الأزمة الاقتصادية، وبلغ حجم البطالة ثلاثة
ملايين عامل.
في 20 يناير 1936 تولى الملك إدوارد الثامن
الحكم، لكنه تنازل عن العرش في 11 ديسمبر 1936 (بعد أقل من عام) كي يتزوج من
المرأة التي أحبها، هي المسز سمبسون، المطلقة الأمريكية، التي لم توافق الحكومة
على زواجه منها، وتولى الحكم أخوه جورج السادس.
كان أدولف هتلر، مؤسس النازية في ألمانيا، قد
تولى الحكم هناك في 1933، وبدأ يهدد جيرانه، وقد فشلت جهود نفيل تشيمبرلين رئيس
الوزراء البريطاني في وقف التهديدات النازية المتزايدة عندما قامت ألمانيا بغزو
بولندا يوم أول سبتمبر 1939، فأعلنت بريطانيا وفرنسا الحرب على ألمانيا في 3
سبتمبر، لتشتعل الحرب العالمية الثانية بين ألمانيا وإيطاليا واليابان (قوات
المحور) من ناحية، وبين بريطانيا ودول الكومنولث وفرنسا (الحلفاء) وانضمت إليها
فيما بعد الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي.
وفي ربيع 1940 تعرضت قوات الحلفاء لنكسات
متتالية؛ إذ احتلت ألمانيا الدنمرك والنرويج وهولندا وبلجيكا ولوكسمبورج، مما أدى
إلى استقالة حكومة تشيمبرلين وتشكلت حكومة حرب ائتلافية برئاسة زعيم المحافظين،
ونستون تشرتشل، الذي قاد بريطانيا في معظم جولات الحرب. وفي شهري مايو ويونيو تم
إجلاء أكثر من ثلث مليون جندي من قوات الحلفاء من دنكيرك (فرنسا) عبر القنال الإنجليزي
إلى إنجلترا، وفي يونيو أعلنت إيطاليا الحرب على بريطانيا وفرنسا، ودخل الألمان
باريس ووقع رئيس وزراء فرنسا «بيتان» هدنة مع ألمانيا، ونقل مقر الحكومة إلى فيشي
(في وسط فرنسا).
في المدة من
يوليو إلى أكتوبر 1940 وقعت معركة بريطانيا بين القوات الجوية لكل من بريطانيا
وألمانيا، وفي شهر ديسمبر 1941 وصلت القوات الألمانية في غزوها للأراضي السوفيتية.
وكانت قد بدأت هذا الغزو في يونيو ـ إلى مسافة 40 كيلومترًا من العاصمة موسكو.
وقصفت اليابان ميناء بيرل هاربر الأمريكي في هاواي، وأعلنت الحرب على الولايات
المتحدة وبريطانيا، وأعلنت ألمانيا وإيطاليا الحرب على الولايات المتحدة.
في المدة من أكتوبر إلى نوفمبر 1942 وقعت معركة
العلمين بالقرب من الحدود المصرية مع ليبيا، وفيها حقق الجيش الثامن التابع
للحلفاء بقيادة الجنرال الإنجليزي مونتجموري نصرًا حاسمًا؛ حيث أرغم قوات المحور
تحت قيادة المارشال الألماني رومل على الانسحاب من مصر وليبيا إلى شرق تونس، ومهّد
الطريق لهزيمتهم النهائية بعد ذلك، وكانت معركة العلمين نقطة تحول في الحرب لصالح
الحلفاء، حيث انتهت في شهر مايو 1943 مقاومة دول المحور في شمال أفريقيا.
في يناير 1943 عقد مؤتمر الدار البيضاء في المغرب بين ونستون تشرتشل وفرانكلين روزفلت
رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وقرر أن استسلام ألمانيا واليابان بلا قيد ولا
شرط هو الشيء الوحيد الذي يمكن القبول به لوقف الحرب. وفي سبتمبر استسلمت إيطاليا
للحلفاء، وأعلنت الحرب على ألمانيا في أكتوبر.
في نوفمبر 1943 عقد قادة الحلفاء: ستالين رئيس
الاتحاد السوفيتي، وروزفلت، وتشرتشل، مؤتمر طهران لتنسيق عمليات إنزال القوات إلى
الأراضي الفرنسية مع هجوم سوفيتي على ألمانيا من الشرق، والاتفاق على استقلال
إيران في المستقبل، وفي 6 يونيو 1944 أنزل الحلفاء قواتهم في نورمندي بشمال فرنسا
التي كانت واقعة تحت الاحتلال النازي.
في
فبراير 1945 انعقد مؤتمر يالتا في شبه جزيرة القرم بين تشرتشل وروزفلت وستالين،
واتفق فيه على كيفية معاملة ألمانيا بعد الحرب (تقسيمها إلى مناطق احتلال، والقضاء
على صناعاتها الحربية، وعلى تقديم مجرمي الحرب للمحاكمة، كما تمت مناقشة إنشاء
منظمة الأمم المتحدة، واستسلمت ألمانيا للحلفاء في شهر مايو. وفي شهر يوليو انعقد
مؤتمر بوتسدام بألمانيا بين ستالين وترومان الرئيس الجديد للولايات المتحدة
وتشرتشل رئيس وزراء بريطانيا الذي خلفه أثناء انعقاد المؤتمر كليمنت أتلي رئيس
الوزراء الجديد، اتفقوا فيه على أن يحكم ألمانيا المهزومة مجلس يضم دول الحلفاء
الأربعة (بريطانيا، وفرنسا، الولايات المتحدة، والاتحاد السوفيتي) ونزع سلاحها،
وناقش المؤتمر دفع تعويضات الحرب، وأصدر إنذارًا نهائيًّا لليابان بالتسليم، لكنها
لم تستسلم إلا بعد إسقاط القنابل الذرية على هيروشيما وناجازاكي في شهر أغسطس.
لعبت المملكة المتحدة دورًا قياديًّا في الحرب
العالمية الثانية، وعانت كثيرًا من الدمار الذي لحقها بسبب القصف الجوي الألماني
لأراضيها، لكنها صمدت بمفردها أمام ألمانيا مدة عام كامل بعد سقوط فرنسا في 1940.
في يوليو 1945 أجريت الانتخابات البرلمانية
وحقق فيها حزب العمال بزعامة كليمنت أتلي نصرًا كاسحًا، وبدأت الحكومة الجديدة
تنفيذ برنامج اشتراكي معتدل، حيث أقامت دولة الرفاهية، وأممت الصناعات الكبرى،
واستمر النمو الصناعي في فترة ما بعد الحرب، لكن بريطانيا فقدت مركزها كزعيمة
للعالم، وحلّت محلها قوى أخرى.
في عام 1951 فاز في الانتخابات المحافظون
بزعامة تشرتشل، الذي شكل الحكومة، وفي فبراير 1952 مات الملك جورج السادس، وخلفته
ابنته إليزابث الثانية، وفي 1955 تقاعد تشرتشل، وخلفه أنتوني إيدن، الذي استقال في
1957، وجاء بعده هارولد ماكميلان ثم سير دوجلاس هوم من المحافظين، لكن حزب العمال
حقق النصر في الانتخابات البرلمانية في 1964 ليشكل زعيمه هارولد ويلسون الحكومة.
في عام 1969 بدأت المتاعب في أيرلندا الشمالية،
بسبب الهيمنة السياسية للبروتستنت والتفرقة ضد الأقلية الكاثوليكية في التوظيف
والإسكان، وأرسلت القوات البريطانية لاستعادة الهدوء وحماية الكاثوليك، لكن
الاضطرابات استمرت، وتم تعطيل برلمان أيرلندا الشمالية في 1972.
كان تخلف
النشاط الاقتصادي قد أعاد المحافظين إلى الحكم في عام 1970، واستطاع إدوارد هيث رئيس
الوزراء أن يدخل بريطانيا في عضوية الجماعة الأوروبية الاقتصادية في عام 1973.
في عام 1947
كان قد بدأ تفكيك المستعمرات البريطانية، مما أدى في النهاية إلى زوال
الإمبراطورية البريطانية في عام 1971.
أشهر قصور و قلاع بريطانيا
قلعة بوديام
قصر تشاستوورث حيث تم تصوير الفيلم الكلاسيكي الشهير pride and prejudice (قصر بيمبرلي في القصة حيث يسكن دارسي)
قلعة ويلز
قصر و قلعة تشيرشل بانكر
قلعة كونواي
قصر كوتسولد هيلز
قلعة وندسور
قلعة ادنبرة (ملهمة اساطير دراكولا و فرانكشتين)
قلعة جلاميس
قلعة دوفر
قلعة دونفيجان